النَكِرَة وَالمعرِفَة
النص :
الحريَّةُ
استيقظتُ فَجر يوم على صَوت هِرة تموءُ بجانبِ فِراشي، وتُلِحُّ في ذلك إلحاحا شديداً. فقلْتُ : لَعَلَّها جائِعة، فأحضرت لها طعاماً، فعافَتْهُ فقلت : لَعَلها ظمأى، فَقَدَّت لها ماءً فلم تحفل به.
فأثّر في نفسي منظرُها، حتَّى تَمَنَّيْتُ أن لو كنت سليمان، أفهَمُ لغة الحيوان، لأعرِف حاجَتها، وأفرج كرْبَتَها. وكان بابُ الغرفة مُوصَداً فرأيت أنها تُطيلُ النَّظرَ إليه. فأدركت غرَضَها، وأسرعت إلى فتح البابِ فما وَقع بَصرُها على الفضاء حتى بُدِّل حُزْنها سروراً، وانطلقت تعدو في سبيلها وتَتَمَتعُّ بحريتها.
المناقشة :
1- ما الذي ذهب إليه ظن الكاتب في تعليل مُواء الهرة ِ؟
2- ماذا كان موقفُ الهرةِ من الطعام والماء ؟
3- ما الذي كانت تفتقدُهُ الهِرةُ وتسعى إليه ؟
الشرح :
إذا قرأت القطعةَ السابقة وجدت :
إن بعض الأسماء فيها مثل (يوم) و(هرة) و(طعام) و(ماء). لا تدلُ على شيء مُعينٍ معروف لنا، فكلمة (هِرة) مثلا تطلقَ علِى أي هرة، لا على هِرة خاصة معينة. وكذلك كلمةُ (يوم) فهي لا تدُل على يوم معيْن كالسبت أو الأحد أو غيرها. 1-
وكل اسم من هذه الأسماء التي تَدُل على شيءً معين يدعى نَكِرَةً.
تأمل القطعة مرة ثانية تجد أن بعضَ الأسماء الأخرى مثل (سليمان) و (الباب) و (بصرها). قد دلت على شيءً مُعين عرفناه حين ذُكر أمامنا، ولم يختلط بغيره في ذهننا : فكلمة (سليمان) مثلاً دلَّتنا حين معناها على النبي (سُليمانَ) عليه السلام وكذلك كلمة (الباب) دلنا على باب الغُرفةِ التي كانت الهرة بداخلها. وكل اسم من هذه الأسماء التي تدل على شيءً معين يدعى معرفة. 2-
القواعد
1- النكرة اسمٌ يدل على شيءٍ غير معين.
2- المعرفة اسم يدل على شيءٍ معين.
والمعارف هي : الضمير، والعلم، والاسم الموصول، واسمُ الإشارة، والمعرف بالنداءَ والمعرف بأَل وبالإضافة (1).
تمرينات شفوية :
1- ميِّز الأسماء المعرفةَ من الأسماء النكرة فيما يلي :
قال علي رضي الله عنه :
اعلَموا أن المعروفَ يُكسِبُ حَمداً وأجراً، وٍ لو رأيتم المعروفَ رجلا رأيتموه حسنا جميلا يَسُرْ الناظرين، ولو رأيتم اللؤمَ رأيتموه سَمجا مُشوهاً تنفر منه القلوبُ، وتُغض دونه الأبصار.
أيها الناسُ من جادَ ساد ومن بَخَلَ ذَل، وإن أجود الناس من أعطَى من لا يرجوه وإن أعفاهم من عَفَا عن قُدرَة ومن أحسنَ أحسنَ الله إليه.
2- املأ كل فراغ في الجمل التالية باسم نكرة :
(1) طُفت في ...... ومتعتُ النفس بمنظر مروجه الخصر.
(2) سافرَ أبى إلى ...... بعيدٍ .
(3) في ...... من ليالي الصيف خرجت مع رفاقي إلى ......
(4) اعتلى منبر الخطابة ...... مفوَّه.
3- املأ كل فراغ في الجمل التالية باسم معرفة :
(1) ذهبت إلى .... وشاهدت البحر. (2) سافر الحجاج إلى ....
(3) أول الخلفاء الراشدين .... (4) في .... الذي يسكن فيه كثير من المدارس.
(5) زارنا ضيف وبات في .... (6) .... يقيم كثير من الطلاب.
4- حول النكرةَ إلى معرفة فيما يأتي :
(1) افتَحْ مَدرسة تغلق سجناً (2) حلقت طائرة فوق سماء المدينة.
(3) مررت بفلاح نشيط. (4) سمعت نبأ مفرحاً.
تمرينات كتابية :
1- انقل القطعة التالية إلى دفترك وضع خطاً تحت كل نكرة، وخطَّين تحت كل معرفة :
ذهبَ طبيب إلى بيتِ عامل مريض، ليكشف عن مرضه، ويصف له الدواء وبعد أن فحص الطبيب العامل، أدرك أن سبب مرضه سوءُ التغذية فالتفت إلى زوجه وقال : لقد عَرفتُ الداء، وبعد قليل سأرسل إليكم الدواء وأرجو أن تستعملوه بحذرٍ ودقة.ً
وما هو إلا نصف الساعة حق طرَقَ البابَ خادم، وقَدمَ لزوجة العامل لِفافة، وهو يقولُ : بعثني الطبيب إليكم بهذا الدواء.
فتحت الزوجة اللفافةَ، فلم تجد فيها دواء وإنما وجدت قدراَ وافيا من النقود.
2- حول المعرفة إلى نكرةٍ فيما يأتي :
(1) كونوا الدعاة للمجدِ السعاةَ لإقامة صرحه عالياً.
(2) استجابت البنتُ لنصح أهلها.
(3) المدارسُ مشاعلُ تضيء للأمة طريقَ الخيرِ والمعرفة.
3- كون أربع جملِ فعلية يكون الفاعلُ فيها نكرة.
4- كون أربع جمل فعلية يكون الفاعل فيها معرفة.
5- اشرح البيتين التاليين وبين ما فيهما من الأسماء المُعرفة والأسماء النكرة :
يَقترُ عيـسى عــلي نَفسِـه وليـس بِبَـاق ولا خالـدِ
ولـو يَسْتَطيـع - لِتَقتيـرِه - تَنَفسَ مـن مِنخَـرٍ واحـد