jabiri11 نائب المدير
عدد المساهمات : 129 نقاط : 387 تاريخ التسجيل : 29/08/2014
| موضوع: في رحاب معلمة جنان قصر الخليفة مولاي الحسن بن المهدي الأربعاء ديسمبر 10, 2014 4:11 am | |
| في رحاب معلمة جنان قصر الخليفة مولاي الحسن بن المهدي ليس من السهل الحديث عن المنطقة الخليفية في أيام الحماية الإسبانية وليس من السهل أيضا ذكر مناقب وأعمال مولاي الحسن ابن المهدي الخليفة سواء من الناحية الإجتماعية والثقافية والسياسية والفنية والدينية في هذه المدينة مدينة تطوان عاصمة المنطقة الخليفية، فمن الناحية الثقافية أيام الخليفة مولاي الحسن كان في تطوان معهد يسمى معهد مولاي الحسن بن المهدي، وكان يخصص كل سنة جائزة هامة في ميدان الكتابة والشعر والقصة والتاريخ ففي أيام الخليفة مولاي الحسن سطع نجم الشاعر الكبير محمد الطنجاوي ونجح في المسابقة الشعرية بقصيدة رائعة تحمل اسم أبناء القرية وكانت من الشعر القصصي تذكرنا بفطاحل شعراء الشعر القصصي مثل عمر بن أبي ربيعة، ولا أكون مغاليا في رأيي إذا قلت إن هذا الشاعر محمد الطنجاوي في هذه القصيدة أبناء القرية قد فاق عمر ابن أبي ربيعة أما فيما يخص الحفلات فأعياد عيد العرش المجيد كانت ساكنة تطوان تحتفل بها عن بكرة أبيها وكانت الدروب والأزقة والأقواس تزين بالمصابيح الملونة وبسعف النخيل وكان الشباب يخرجون من بيوتهم الزرابي والستائر (الحائطي) (المطربات) والجميع يهتف برجوع مولانا السلطان محمد الخامس من منفاه ولازلت أذكر يوم كنت يافعا يوم كان والدي رحمه الله يصحبني معه لحي الدباغين والخرازين لمشاهدة أعياد عيد العرش المجيدة "وكنت تسمع من حين لآخر صوت الوابور وهو يعلن غليان الماء لكي يصب في البراريد ليقدم إلى الحاضرين بنكهة الوطنية وبعد لأي يحضر الزعيم عبد الخالق الطريس والبشر يعلو محياه ويرحب به الناس ويجلس في مكان أعد له خصيصا وتتقدم الفرقة الفلكلورية من صناع حرفة الدباغة وفي أيديهم التعاريج والدفوف وهم يقدمون رقصة فلكلورية مصحوبة بنشيد من تأليفهم وتلحينهم يطلبون فيه في رجاء ويتوسلون فيه بمولانا ادريس بأن يرجع السلطان محمد الخامس إلى عرشه يقولونه : والعفو يا مولاي ادريس رجع لينا السلطان في مقاموا الحالة تزيان هكذا كانت أعياد عيد العرش المجيدة في عهد الخليفة مولاي الحسن بن المهدي، ومن المحاسن الجليلة في أيامه في تطوان في عهد الحماية تخصيص شاطئ بحري (في مارتيل) خاص بالنساء المسلمات وضعت له الحراسة التامة وفي أيامه أيضا كثرة الكتاتيب القرآنية في المدينة العتيقة التي ساهمت هي الأخرى في تنشأة الطفل اليافع وجعله يتربى تربية دينية تجعله في منأى السقوط فيما لا يحمد عقباه من الناحية التربوية ، ولم يكن التلفزيون بطبيعة الحال قد ظهر فكان المتنفس الوحيد لسكان مدينة تطوان ساحة الحسن الثاني المعروفة بالفدان، كانت تأتيها الفرقة الموسيقية الخليفية بقيادة القبطان المايستروا الموسيقار عبد القادر الذي كان يدير هذه الفرقة التي كانت تسنف أسماع المواطنين بالموسيقى الأندلسية، وعندما جاء الإستقلال إلتحق هذا الموسيقار العسكري إلى الرباط ليدير الفرقة المعروفة بالخمسة والخمسين وبقي فيها إلى أن توفي رحمه الله، وكانت تطوان في عهد مولاي الحسن بن المهدي من أجمل المدن المغربية على الإطلاق في جميع الميادين فأول مسرحية قدمت في المغرب كانت في تطوان وأول جريدة في المغرب ظهرت في تطوان وأول حزب سياسي ظهر في تطوان، وكان بإدارة المقيمية العامة الإسبانية عائلة عربية لبنانية إنها عائلة ألفريدوا البستاني التي قامت بترجمة مسرح موليير الفرنسي إلى اللغة العربية . أما الليالي الرمضانية في تطوان في أيام هذا الخليفة فكانت تشبه الليالي الرمضانية التي تتواجد في القاهرة من ندوات شعرية وإحياء حفلات السمر وتلاوة المقامات. ولما عرض الإستعمار الإسباني على الخليفة أن يستقيل بالشمال عن باقي المملكة المغربية امتنع بطريقة ذكية فالتجأ إلى الفقيه المرير يطلب منه الفتوى في هذا الموضوع على الرغم من أن الخليفة كان رافضا لهذا الموضوع رفضا تاما والتجائه إلى الفقيه المرير إنما ليقدم الحجة للإستعمار بأنه لا يستطيع كما جاء في الفتوى التي قال فيها الفقيه لا يصح إمامة الشمال لأن صاحب الشمال هو صاحب الجنوب وهو موجود وشرعا لا يصح وجود إمامين اثنين في آن واحد وبهذا يكون سمو الأمير الحسن ابن المهدي قد قدم الحجة الضامغة للإستعمار الإسباني وقدم أيضا للوطن البرهان الساطع على أنه يعد رجلا مخلصا للأمانة والغرض من هذه الندوة هي الإهتمام بترميم حدائق منزل الخليفة الذي يعد معلمة تاريخية تطوانية أصبح من اللازم الإهتمام بها كباقي التراث المغربي. وقد حضر في هذه الندوة الأميرة كلثوم والأميرة مليكة وباقي الشخصيات والمهتمون بالتراث من أساتذة ودكاترة وباحثين في المعالم الحضرية لهذه المدينة وثلة من رؤساء بعض الجمعيات المهتمة بشأن المدينة، وقد تدخل الدبلوماسي عبد السلام بن عبد الوهاب وقدم عرضا مستفيضا حول شخص الخليفة الحسن بن المهدي وبعض مناقبه وأعماله الجليلة وكانت مشاركته مشاركة اضاءت بعض الجوانب الغامضة من حياة هذا الأمير المبجل الذي أحبته تطوان بأسرها، وفي أيامه أيضا دخلت مدينة تطوان في نشيد القومية العربية بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان وما كان لهذه المدينة أن تحصل على هذا التشريف من نشيد القومية لولا الخدمات الجليلة التي قدمها هذا الأمير إلى هذه المدينة، وأريد هنا أن أضيف أمرا ما دمنا قد تكلمنا عن حي الخرازين والدباغين أن أحسن صانع في الخرازين في صناعة (البلاغي) كان زوج عمتي وكان يصنع للأمير مولاي الحسن البلغة في الأعياد والمواسم، ومن الطرائف التي تحكى في حياة الأمير الخليفة مولاي الحسن أنه كان ضيفا عند فرانكو في إسبانيا وذهب ليتنزه ولما رجع قال له فرانكو هل أعجبتك النزهة فأجابه الخليفة كانت رائعة لقد عدنا منها والعود أحمد فقال فرانكو للترجمان ماذا يقول الخليفة فقال الترجمان إنه يقول havenido conel caballo de ahmad (عاد فوق جواد أحمد) وهذه العبارة تعتبر من الطرائف التي قيلت في حياة هذا الرجل العظيم وقد قال لي صديقي الزبير المهتم بالكتابة الرياضية إن الخليفة كان عضوا شرفيا في إدارة ريال مدريد، وبعد هذه الفدلكة التاريخية المختصرة التي قدمتها في المناقشة مناقشة الندوة لمعلمة جنان قصر الخليفة الحسن بن المهدي نتمنى أن ترمم لتصبح مزارا للسياح المغاربة والأجانب فهي تعد بحق تحفة تاريخية تحمل في طياتها أسرارا دفينة كل ركن منها يعبر عن تاريخ هذه المدينة تطاوين. لقد شبعنا كلاما عن التراث وترميمه في هذه المدينة فلا معلمة سجن المطامير رممت وكنت أول من قدم فيها دراسة تراثية مند عشرين سنة وعدت للكتابة عنها في السنوات الأخيرة لما ساخت أرض ساحة مولاي المهدي آمل أن تكون صيحة معلمة جنان قصر الخليفة مولاي الحسن بن المهدي آخر صيحة ليقوم المسؤولون بالتراث في هذه المدينة بالعمل لا بالكلام كما عهدناهم. محمد العربي الفتوح باحث في المعالم الحضارية لمدينة تطوان
| |
|